بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، على نعمه التي لا تحد، زين بدو الأرض والحضر، بأنواع النباتات والشجر، منها العقيم ومنها ما أثمر، فأعطى فواكها وأخرج منها الثمر، وفضل الأسودين الماء والتمر، وصلى الله على سيد البشر، محمد خير من نهى ومن أمر، وعلى آله الطيبين، وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد؛
فقد سألني بعض طلبة العلم في المغرب جهة فاس ـ بولمان، أمنها الله من كل شر وهوان، بعد ما رأوا من إقبال الطلبة والباحثين، في عصر البدع على فاكهة الماندرين، نسأل الله العافية لنا وللمؤمنين، معرضين عن باقي نعم رب العالمين، كالحريرة والكاشير والتفاح والتين، سألوني أن أكتب لهم كلمات في هذا التوجه الخطير، المفضي إلى سوء المصير، وقد رفضت لعدم أهليتي للكلام في الفتوى، وخوفي مما فيه من البلوى، وانشغالي بالتأليف، نسأله التخفيف.
فأقول وبالله التوفيق، إن حاصل كلام أهل الشان في حكم شراء الماندرين هو الكراهة إذ ندر، والحرمة إذا تكرر، يقول الشيخ بومهدي في كتابه "حاصل أقوال أهل العلم في تبيان ما للماندرين من حكم" "وقد كان يبيعها حاج قبالة حانوتنا، وكنا نتهمه بالزندقة". انتهى
وسئل أبو دجاج عادل عن حكم أكلها قبل الطعام، فقال: "كنا نعده من الكبائر" وسئل شيخ الشيوخ المالكي الحسين عمن يأكل الماندرين ويفضلها على بقية الفواكه، قال: "فلا يمر من أمام حانوتنا إذا" وكان يكره نقوده خشية أن تكون من بقايا ثمن الماندرين.
وقد اختصر أقوال الميامين، من فقهاء الأمة المشهورين، في الكلام حول ماللماندرين من أضرار على الفريقين، من إناث وذكران العالمين، شيخ الشيوخ إبراهيم السوسي في رسالة ظريفة طريفة أسماها "تكفير القائلين بلذة الماندرين" وقال كيف يلذ ما صغر حجمه، وزهد سعره، ثم شرع غفر الله له في تعداد مضاره على الصحة وذكر منها ما لا يعلمه إلا الله، من نقض للوضوء بكثرة البول، لا قوة ولا حول إلا بالله ذي الطول، وذكّر بائعها بأنها بضاعة مزجاة، لم تكن من طعام القرون المزكاة.
قلت: ونسي شيخنا ما لقشورها من وسخ، في البيوت قد رسخ، وما في شرائها من بذخ، فالتفاح التفاح يا أهل الفلاح، والموز الموز يا أهل الفوز، والكاشير الكاشير يا أهل الخير، والأناناس الأناناس يا أهل فاس
Monday, January 10, 2011
الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، على نعمه التي لا تحد، زين بدو الأرض والحضر، بأنواع النباتات والشجر، منها العقيم ومنها ما أثمر، فأعطى فواكها وأخرج منها الثمر، وفضل الأسودين الماء والتمر، وصلى الله على سيد البشر، محمد خير من نهى ومن أمر، وعلى آله الطيبين، وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد؛
فقد سألني بعض طلبة العلم في المغرب جهة فاس ـ بولمان، أمنها الله من كل شر وهوان، بعد ما رأوا من إقبال الطلبة والباحثين، في عصر البدع على فاكهة الماندرين، نسأل الله العافية لنا وللمؤمنين، معرضين عن باقي نعم رب العالمين، كالحريرة والكاشير والتفاح والتين، سألوني أن أكتب لهم كلمات في هذا التوجه الخطير، المفضي إلى سوء المصير، وقد رفضت لعدم أهليتي للكلام في الفتوى، وخوفي مما فيه من البلوى، وانشغالي بالتأليف، نسأله التخفيف.
فأقول وبالله التوفيق، إن حاصل كلام أهل الشان في حكم شراء الماندرين هو الكراهة إذ ندر، والحرمة إذا تكرر، يقول الشيخ بومهدي في كتابه "حاصل أقوال أهل العلم في تبيان ما للماندرين من حكم" "وقد كان يبيعها حاج قبالة حانوتنا، وكنا نتهمه بالزندقة". انتهى
وسئل أبو دجاج عادل عن حكم أكلها قبل الطعام، فقال: "كنا نعده من الكبائر" وسئل شيخ الشيوخ المالكي الحسين عمن يأكل الماندرين ويفضلها على بقية الفواكه، قال: "فلا يمر من أمام حانوتنا إذا" وكان يكره نقوده خشية أن تكون من بقايا ثمن الماندرين.
وقد اختصر أقوال الميامين، من فقهاء الأمة المشهورين، في الكلام حول ماللماندرين من أضرار على الفريقين، من إناث وذكران العالمين، شيخ الشيوخ إبراهيم السوسي في رسالة ظريفة طريفة أسماها "تكفير القائلين بلذة الماندرين" وقال كيف يلذ ما صغر حجمه، وزهد سعره، ثم شرع غفر الله له في تعداد مضاره على الصحة وذكر منها ما لا يعلمه إلا الله، من نقض للوضوء بكثرة البول، لا قوة ولا حول إلا بالله ذي الطول، وذكّر بائعها بأنها بضاعة مزجاة، لم تكن من طعام القرون المزكاة.
قلت: ونسي شيخنا ما لقشورها من وسخ، في البيوت قد رسخ، وما في شرائها من بذخ، فالتفاح التفاح يا أهل الفلاح، والموز الموز يا أهل الفوز، والكاشير الكاشير يا أهل الخير، والأناناس الأناناس يا أهل فاس
Monday, January 10, 2011
Ce commentaire a été supprimé par l'auteur.
RépondreSupprimer